روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | التغيير بين السوداوية وجمال البياض!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > التغيير بين السوداوية وجمال البياض!


  التغيير بين السوداوية وجمال البياض!
     عدد مرات المشاهدة: 2030        عدد مرات الإرسال: 0

الإنسان بطبيعته مجبول على التأقلم ومُجابهة التغيير والتكيف مع كل الظروف المُحيطة به، فمن عظمة الله سُبحانه وتعالى أنه ميز الإنسان بهذهِ الميزة المهمة ليعيش ويتعايش في الأرض.

فلو وضعنا أي شخص في مكان جديد كلياً عليه، ستبهرك قدرة الجسم على التأقلم والتكيف مع هذا المحيط، وقد شاهدت فيلماً وثائقياً قبل فترة يقوم فيه مجموعة من الخبراء بإجراء إختبار على أشخاص لهم نظام محدد في حياتهم، وإتفقوا معهم على تغيير هذا النظام لمدة أسبوع، فوجدوا أن الجسم يصيبه بعض الخلل في الوظائف الحيوية في الأيام الثلاث الأولى ثم يبدأ تدريجياً في العودة إلى طبيعته.

ولو دققنا النظر حولنا لوجدنا أن بعض الأشخاص عندهم قدرة سريعة على التغيير، فلا مشكلة لديه من التنقل كل يومِ من مكان إلى آخر، أو تجربة شيء جديد بين فترة وأخرى، في حين يأتي النقيض تماماً من الأشخاص الذين يحبون حياة الهدوء والإستقرار ولا يرغبون في زعزعة هذا الجو بأي شكلٍ من الأشكال.

قد تكون رهبته هذهِ نابعة من ذكريات قديمة مصاحبة لتغيير ما، أو الخوف من الفقد.. كفقد شخص عزيز، أو إعتقادا منه بأن التغيير يعني الإبتعاد عن كل ما هو قريبٌ منهُ في الأساس. وفي بعض الحالات يتطور هذا الموضوع لتشبثه ببقايا أمور ليست إلا سلاسل ترجعه إلى الوراء أكثر! كالتعلق بدفاتر قديمة تحمل ذكريات سيئة لا تساعد العقل أبداً على النسيان، أو التعلق بسيارة عتيقة تكلفك مساحة قد تستغلها بأمر آخر في منزلك!

التغير هو تلك القدرة العجيبة على كسر الروتين، وإضفاء جو مُنعش وجديد على تفاصيل الحياة، هُو ذلك الإحساس بفتح صفحات جديدة بيضاء وتلوينها بما طابَ لك من الألوان. التغير قد يعني أحياناً التطور والتقدم.. كتغيير جهازك المحمول الذي يحمل كل ملفاتك الخاصة إلى جهاز آخر أكثر تطوراً.. ومليء بالمميزات، أو عندما تغير نظام النوم في أيامك فتنام باكراً وتصحو باكراً، التغيير يتحول إلى أسمى حالاته عندما يكون نواة لمستقبل أفضل، لشخص أكثر فعالية، لمجتمع أكثر تطوراً، لنماء وإثراء على الجميع.

ولكن البعض قد يحور هذه الرغبة والحماس في التغيير إلى أمور تتعدى التفاصيل الصغيرة في الحياة، تتعدى الفسحة الجميلة حول النفس لإضفاء جو مشبع بالفرحة بالجديد فقط! فمن المهم أن يكون بالإعتبار.. وبإيمان.. أن التغيير لا يتعدى إلى أمور أساسية وغير قابلة للتعديل، كالدين، أو الهوية والمكونات الأساسية في الحياة.

لتكن نيتك إيجابية.. وبيضاء.. لتكوين مستقبل أكثرُ تلوناً.

الكاتب: دلال عبد العزيز الضبيب.

المصدر: موقع رسالة المرأة.